Tunisia
This article was added by the user . TheWorldNews is not responsible for the content of the platform.

أسد بن الفرات البطل التونسي المغيب عن إعلامنا ...

كريم السليتي (*)

في مثل هذا اليوم التاسع من رمضان سنة 872 ميلادية وقع حدث مهم جدا في تاريخنا حيث نزل أول جندي تونسي ضمن قوات جيش الدولة الأغلبية على شواطئ صقلية بقيادة القائد العسكري والعالم والفقيه أسد بن الفرات.

كانت صقلية في ذلك الوقت تحت حكم الدولة البيزنطية وكانت تستعمل الجزيرة قاعدة لشن هجومات خاطفة على المدن الساحلية التونسية.


كانت الدولة الأغلبية ذات شوكة وعزة فلم ترض بذلك، وجهزت جيشا بحريا هائلا وأمَّرت عليه القاضي أسد بن الفرات الذي كان يبلغ من العمر 67 سنة. ويسر الله لهم فتح صقلية على مراحل دامت حولي 30 سنة تقريبا.

وقد توفي رحمه الله في حصار أحد المدن بالطاعون في الجزيرة ودفن هناك.

أسد بن الفرات من الأبطال المغيبين في تعليمنا وإعلامنا، حيث يلاحظ الجميع الاحتفاء و تعظيم القائد الفينيقي حنبعل رغم هزيمته أمام الرومان وينسون البطل الحقيقي الذي غلب الرومان وفتح صقلية ونشر فيها العدل والاسلام.

الغريب في القصة أن دولا عربية كثيرة تحتفي به وتسمي المدارس والمساجد ومحطات المترو والأحياء السكنية بإسمه. وتقوم قنواتهم بنشر المسلسلات والبرامج للتذكير بسيرته وبطولات جيشه التونسي، في حين لا نكاد نسمع عنه شيئا في اعلامنا التونسي ويكاد يكون مغيبا في مناهجنا التعليمية.

كل دول العالم المحترمة تحاول استحضار أبطالها وبطولات جيوشها وانتصاراتهم إلا نحن نحاول طمسها تماما من تاريخنا. فمتى ننصف أبطالنا الحقيقيين ليكونوا نموذجا لأطفالنا وشبابنا في الجد والإجتهاد وعلو الهمة؟

* كاتب وباحث تونسي