حرب السودان
حرب السودان

في أوائل السبعينيات سأل هنري كيسنجر رئيس الوزراء الصيني تشو إن لاي عن رايه في الثورة الفرنسية. وكان رد تشو إن لاي بدري شديد ياخي “من السابق لأوانه القول”. كان الاعتقاد ان السؤال عن ثورة 1789 (كميونة باريس). ولكن لاحقا جادل البعض ان السؤال كان عن ثورة الشباب الفرنسي في عام 1968. المهم, حتى لو كان الافتراض الأخير صحيح فان أربعة سنوات لم تكن كافية للزعيم الصيني لتحديد مدي نجاح أو فشل الثورة الفرنسية.
قارن بين صبر تشو إن لاي بجماعتنا هنا في السودان. بعد اندلاع الحرب بأقل من ساعات جماعتنا كانو متأكدين مليون في المية انو الحرب السودانية بدوها الفلول ونشرو الزعم ده في قنوات الخبر العالمية. روايتهم الأولي كانت انو بدأها الفلول وليس الجنجويد ولا البرهان والجيش ثم بعد ذلك تحورت الرواية رويدا رويدا.

ديل ناس ما بتهمهم الحقيقة ومستعدين يلوو عنقها كسر رقبة لخدمة سرديتهم السياسية كمقدمة لمصالحهم ومصالح القوي المتحالفة معهم.

فحتى الان لا يوجد دليل قاطع يثبت من بدأ الحرب. لكن الحيثيات الظرفية بترجح انو بدأها الجنجويد الاتوجهو لاحتلال مطار مروي قبل أيام من اندلاع الحرب واحضروا ارتالا من الجنود للخرطوم بدون رضا الجيش. ورغم انو الملابسات بتشير لي انو الحرب بداها الجنجويد الا ان هذه تظل فرضية غير مثبتة ماديا لذلك من يحترم الحقيقة لا يجزم بمن بدأها.

أضف الي ذلك ان القضية الجوهرية تتعدى سؤال من بدأ الحرب الي الموقف من وجود ميلشيا عابرة للحدود تشرف علي حكم الشعب السوداني مقابل مؤسسات علي عيوبها تظل ملكا لشعب قادر علي استعادتها وتحريرها ممن اختطفها.

معتصم أقرع

معتصم اقرع
معتصم اقرع