حميدتي
دقلو

حميدتي ظل يهدد الشعب السوداني ويبتزه منذ ما قبل سقوط النظام. من مقولاته “زول ما بكاتل ما عنده راي”، “نحن جيش الدولة وقت الدولة تعمل جيش تجي تتكلم” وووو “هديك النقعة والذخيرة توري وشها” هذه كلها عبارات استخدمها قبل سقوط البشير.

أما بعد سقوط النظام فكلنا سمعناه مراراً وهو يهدد سكان الخرطوم بدءاً من كلامه عن أن العمارات ستسكنها الكدايس وانتهاء بتهديده إما المضي في الاتفاق الإطاري أو البلد دي تتفرتق. تهديداًت كثيرة كلها موجودة ومسجلة وشاهدها كل الناس.

حميدتي كان يظن أنه أرجل من السودانيين ومن ناس الخرطوم بالذات وأنه يمكن أن يخوفهم بالحرب فيخافوا ويتكافوا شره ويعطوه ما يريد. وفي الحقيقة فقد نجح تهديده لبعض الوقت. فالجيش لم يكن مستعداً لقتال الدعم السريع داخل العاصمة نظراً للخسائر المتوقعة وسط المدنيين والدمار المتوقع. ولكن في النهاية عندما حاول حميدتي تنفيذ تهديده والاستيلاء على السلطة اكتشف أن حساباته كانت خاطئة. صحيح الجيش ما يزال يحاول تجنب الخسائر وسط المدنيين وتدمير البنية التحتية، ولكن مع ذلك تمت مواجهة المليشيا وضربها وإفشال خطتها وهزيمتها، وأصبحت تختبى داخل الأحياء السكنية مثل الكدايس ومع ذلك ظل الموت يلاحقها في كل مكان.

الشاهد في هذا الكلام أن حميدتي كان يهدد بالحرب باستمرار وظل يستعد لها طوال هذا الوقت ولم يتفاجأ بها الناس؛ حرب كانت متوقعة تماماً. وأي تحليل موضوعي محترم لأسباب هذه الحرب سينتهي إلى نتيجة أن هذه حرب حتمية كانت ستقع حتماً؛ جيشين متوازيين وصراع على السلطة وأحد الجيشين يقوده شخص جاهل مغرور وطموحه أكبر من جهله.
لذلك فكرة أن هناك رصاصة أولى هي التي أشعلت الحرب هي بحد ذاتها جزء لا يتجزأ من الحرب؛ هي محاولة للتشويش على الأسباب الموضوعية للحرب، وللتغطية على المجرم الفعلي الذي تمرد وسعى للسيطرة على السلطة، ومن بعد ذلم لتوفير غطاء سياسي للاستمراره في الحرب بعد فشل خطة المباغتة الأولية. فكرة أن هذه الحرب هي حرب كيزان وأن الجيش جيش كيزان وضد الديمقراطية ووو هذه ليست تحليلات وإنما هي دعاية من صميم الحرب، دعاية مصممة مسبقاً قبل الرصاصة الأولى.

من يرددون هذه الدعاية مكانهم الطبيعي مع المليشيا وحلفاءها جماعة قحت المركزي ولا يستحقون أي نقاش جدي، هم جزء من الحرب يؤدون دورهم فيها. ويجب التعامل معهم على هذا الأساس.

حليم عباس