صدر لمحمد بنعزيز، عن الدار المغربية العربية بالرباط 2020، نص سردي بعنوان "حروف الصحراء رسائل بحجم الجرح".
المؤلف الجديد للكاتب والسينمائي المغربي الذي يعزز المكتبة المغربية، يمتد على 466 صفحة، وينضاف إلى عدد من مؤلفات محمد بنعزيز.
ويقدم الكاتب هذا المقطع الصغير للقراء:
بعد هذا الخطأ الفظيع قررت الارتماء كاملا، يجب أن أتزوج سلوى، بحثت عنها وسألتها:
ـ هل تحبينني؟
ـ نعم.
ـ هل يمكن أن نقيم علاقة على الهاتف؟
ـ لا.
ـ هي تريدين أن نلتقي؟
ـ نعم.
ـ تعالي إلى بيتي.
ـ لا.
ـ سأتزوجك إن وافق والدكِ، سأنتظرك في بيتي لنتفق!
بعد أسبوع جاءت سلوى تستطلع المكان، لاحظت أنه توجد في بيتي كل الأشياء الضرورية، فقط لا يوجد أي شيء في مكانه... في الحقيقة فوجئتُ لأنها جاءت، لا بد وأن شيئا ما حصل أنار لها الطريق إلي، بعد حديث متشعب، قلت وهي بين ذراعي:
ـ احك لي ماذا حصل خلال اليومين الماضيين.
ـ لم يحصل شيء...
ـ لم تتحدثي مع أحد؟
ـ تحدثت معك... آه تذكرت، كنت مع أمي في سطح البيت، كانت هناك معزة تقفز على الأخريات... قالت أمي "هذه المعزة ستضيع"، سألتها ببراءة كيف تضيع وهي تأكل وتشرب، ضحكت أمي وقالت "غدا نشتري تيسا من السوق".
سألت سو:
ـ حينها قررتِ أن تأتي إلي؟
ـ أنا لست معزة ضائعة!
ـ صحيح، كنتِ، أما الآن فأنت بين ذراعي التيس!
ـ لا تسخر!
ـ قَبِّـلي يد أمك نيابة عني، فقد أقنعتك فيما فشلت فيه أنا!!
ـ لم تقنعني أمي!
ـ أقنعتكِ المعزة؟
انتفضت من بين ذراعي ووقفتْ:
ـ سأذهب!
ـ كل يوم تألفينني أكثر، سأختلط بدمِك ولن يكفي كل عرّافي الإغريق ليخرجوني من عروقك... إبقيْ معي سآتيك بشكولاطة!!
أخذت الشكولاطة وقالت وهي تنظر في عيني:
ـ لا أريدك أن تخرج من دمي!