Bahrain
This article was added by the user . TheWorldNews is not responsible for the content of the platform.

نادية.. توجه دعوة لمحاربات سرطان الثدي بتحطيم الوصمة التي تحيط بالمرض

يحتفل العالم في شهر أكتوبر من كل عام بأكتوبر الوردي، كشهر للتعبئة والتوعية بشأن مخاطر سرطان الثدي عند النساء، وسبل الوقاية من خلال الحملات والورش التعليمية والتثقيفية والمحاضرات والندوات. ومساهمة في أكتوبر الوردي، يستعرض “صحتنا” تجارب المتعافيات من سرطان الثدي وتقدمهن كنموذج يحتذى به لمحاربات هذا النوع من السرطان، وباقة أمل محفزة تنتشل ضحاياه من براثن اليأس والاستسلام.

نادية صديق، متعافية من سرطان الثدي، أم لثلاثة أولاد وبنتين، كانت تعيش حياة طبيعية مليئة بالصحة والحيوية، ومثابرة في عملها، حيث كانت تعمل مدير إدارة التوظيف في ديوان الخدمة المدنية، ومنغمسة في الأنشطة الاجتماعية، حيث كانت تشارك مع جمعية البحرين لمكافحة السرطان، وتساهم في حملات التبرعات، وتحرص دائمًا على زيارة كبار السن في دار المسنين، فهي تحبهم وتزورهم في المناسبات وتقدم الهدايا لهم.
تجربتها مع سرطان الثدي بدأت في مرحلة مبكرة، حيث سبقتها 3 من إخواتها، كما كان والدها متعافيا من سرطان المثانة. حين داهمها سرطان الثدي فجأة وتم اكتشافه أثناء الفحوصات الدورية التي كانت تجريها، شعرت بصدمة لحظية مع خوف وقلق؛ ولكن سرعان ما استوعبت الصدمة من خلال اطلاعها على تجارب أخواتها، وحظيت بدعم ومساندة من الأهل، لما يملكون من خبرة ووعي في هذا النوع من السرطان. 
خاضت رحلة العلاج بكل صعوباتها وآلامها واجتازتها بنجاح، لتعود منتصرة وتستكمل رحلة التوعية التي بدأتها مسبقًا، لكن الآن تعود لتنقل تجربتها الشخصية وتكون ملهمة للجميع.
نادية صديق هزمت سرطان الثدي ولم تنته معركتها معه، فأصبحت معركة كل مريض سرطان معركتها، ساهمت بنشر التوعية بأهمية إجراء الفحص المبكر للكشف عن سرطان الثدي، وتوسع نشاطها ليشمل كل مرضى السرطان، من خلال المحاضرات التوعية والتواصل مع المرضى وتقديم الدعم المعنوي والنفسي لهم، وزرع الأمل في نفوسهم.
وقامت بإنشاء صفحة خاصة على الإنستغرام لنشر الصور التوعوية عن مرض السرطان وتحمل اسم ‏ nadia.fightcancer وطرحت بيع المنتجات المختلفة والمتنوعة والمشغولات اليدوية، ويتم التبرع بجميع العوائد والريع لصالح مرضى السرطان.
وتؤكد دائمًا أن الدعم يكون مصدره المريض نفسه، فعندما يكون شجاعًا فإنه يمنح القوة للأهل لمواجهة هذا الظرف. وأن على محاربات سرطان الثدي أن يحطمن الوصمة المحيطة بهذا المرض ولا يخجلن من التصريح به وينظرن إليه أنه مرض يمكن الشفاء منه والاصابة به لا تعني الموت.
وتشدد على أن الفحص الذاتي والفحص الدوري في المركز أساسات لاكتشاف المرض في مراحله المبكرة.
بدايات السرطان والتشخيص
تجربتها مع مرض سرطان الثدي بدأت في مرحلة مبكرة، وقبل إصابتها بالمرض بحكم وجود تاريخ مرضي لعائلتها، إذ أصيبت 3 من أخواتها به، كما أصيب والدها أيضًا، وبالتالي كان لزامًا عليها القيام بالفحوصات الذاتية السنوية للكشف المبكر عن مرض سرطان الثدي، فكانت محافظة على الفحص الذاتي والدوري. وفي سنة 2014 اكتشفت كتلة في الثدي الأيمن، وبعدها أخذت موعدا في المركز الصحي، وبالفحوصات كانت الكتلة حميدة. وفي سنة 2015 تطور لكثافة في الثدي وحرارة وتغير في الحجم واللون، ومن خلال أشعة الماموغرام اتضح أنها مصابة بالسرطان.
صدمة الخبر وحزن يجتاح العائلة
تلقت خبر الإصابة بالسرطان بصدمة كبيرة. في البداية، شعرت بالخوف والقلق من المستقبل وما سيعنيه هذه التشخيص لحياتها، لأن لديها أخوات مصابات، فكانت تتساءل عن مرحلة المرض، لأن خطة العلاج تعتمد عليه. ورغم الصدمة إلا أنها كانت غير متفاجئة من المرض، بسبب وجود حالات في عائلتها. 
وتقول: القلق أمر طبيعي في إحساس الإنسان، وهذا لا يعني أن هذا نهاية الحياة، فلابد من التفكير الصحيح، فوالدي دائمًا ما يردد أن السرطان مثل أي مرض.
خيم الحزن وشعور الصدمة على العائلة، لأنهم يعرفون حقيقة المرض، وما ينتظرها من معاناة؛ ولكنهم كانوا ملتزمين بدعمها ومساندتها من البداية حتى آخر العلاج، وحين أخبرت أبناءها عن تشخيصها بالسرطان كانت صدمة؛ ولكن لم يشعرون بالخوف كثيرًا، لأنهم عاينوا تجربة خالاتهم وكانوا يرددون عليها: أنت قوية وستهزمين المرض.
ظروف العلاج
وعن ظروف العلاج، أشارت إلى أنه قدمت لها خيارات العلاج المختلفة، وتم اختيار الخطة العلاجية المناسبة بناءً على نوع السرطان ومرحلته. ونسبة الشفاء تختلف حسب نوع ومرحلة السرطان والعوامل الشخصية، وكما هو معروف، فإن السرطان يمكن أن يكون مرضًا يحتاج إلى متابعة طويلة الأمد حتى بعد الشفاء. فالمتابعة مازالت مستمرة في مستشفى الملك حمد، وبدأت مشوارها في العلاج من الفحوصات والأشعة والتحاليل إلى إجراء العملية لاستئصال الورم من الثدي وأخذت العلاج الإشعاعي.
 ظروف العلاج كانت تحديًا كبيرًا، إذ خضعت لفترة علاج شاقة تشمل العمليات الجراحية والعلاج الإشعاعي والعلاج الهرموني، وكانت هذه الفترة مليئة بالصعاب والتحديات الجسدية والعاطفية. كانت فترة متعبة جدًا.
لحظات الضعف
وعن لحظات الضعف تقول إنها شعرت بلحظات ضعف خلال مسيرتها مع السرطان، حيث كانت هناك لحظات صعبة وشعور باليأس. لكنها تغلبت على هذه المشاعر من خلال الاعتماد على دعم زوجها والأبناء والأهل والأصدقاء والبحث عن الدعم النفسي والعاطفي من خلال الاستشارة والتوجيه. أيضًا ركزت على الأشياء الإيجابية في حياتها وعلى الأهداف التي ترغب في تحقيقها بعد التعافي.
تجاوز المحنة
ولفتت إلى أنها تجاوزت مرحلة الإصابة بالسرطان بدعم كبير من زوجها وأولادها والعائلة والأصدقاء وفريق الرعاية الطبية. كانت العزيمة والإيمان بالشفاء والالتزام بالعلاج والعناية الذاتية عوامل مهمة في تجاوز هذه المحنة وتخطي صعوبات المرض. وأكدت أن الدعم يكون مصدره المريض نفسه، فعندما يكون شجاعا فإنه يمنح القوة للأهل لمواجهة هذا الظرف، لأنه وإن كان المريض شخصا، لكن الأسرة كلها ستكون مريضة معه.
حياة بعد التعافي والعمل التطوعي
مرحلة العلاج كان بالنسبة لها نهاية علاج وبداية حياة جديدة مفعمة بالسعادة والتفاؤل والأمل والإيمان بالله، بأن القادم أفضل. حياتها تحسنت تدريجيًا، وعادت لها القوة والنشاط واستعدت لاستئناف الأنشطة اليومية والعمل.
هزمت المرض وقرعت الجرس إيذانا ببدء مرحلة جديدة من حياتها، حياة أساسها الإيمان والشجاعة والارادة الصلبة، حياة يملؤها الحب والعطاء والتفاؤل والأمل بغدٍ أفضل، وكل ذلك بوجود العائلة والأهل والأصدقاء الداعمين لها بكل بمراحل حياتها. ساهمت بنشر التوعية بأهمية إجراء الفحص المبكر للكشف عن سرطان الثدي، حفاظًا على حياة من نحب، وذلك من خلال مشاركاتها العديدة بإعطاء المحاضرات التوعوية لفئات مختلفة من المجتمع خصوصا فئة الفتيات في المدارس والأمهات، كما كانت تتواصل مع مرضى السرطان لتقديم الدعم المعنوي والنفسي لهم وتشجعهم وتزرع الأمل بنفوسهم خصوصا السيدات المصابات بمرض سرطان الثدي و الأطفال المصابين بمرض السرطان. 
وقامت بإنشاء صفحة خاصة على الإنستغرام لنشر الصور التوعوية عن مرض السرطان وتحمل اسم ‏ nadia.fightcancer 
وطرحت بيع المنتجات المختلفة والمتنوعة والمشغولات اليدوية، التي تقوم هي بشرائها أو يتبرع بها الأشخاص الخيرون، ويتم التبرع بجميع العوائد والريع لصالح مرضى السرطان.
وفي رحلة علاجها في الولايات المتحدة لفت انتباهها وأثار عزيمتها طريقتهم في تنظيم وإدارة حملات التوعية، إذ تساهم جميع المحلات التجارية بهذه الحملة من خلال وجود صناديق خاصة للتبرع حتى بدولار واحد لصالح مرضى السرطان، أو يمكن إضافة دولار على فاتورة الشراء، كدعم وتبرع لمرضى السرطان، وكانت تتمنى بعد عودتها إلى البحرين أن تطبق هذه الفكرة في البحرين، وسعت جاهدة إلى تطبيقها واقترحت تطبيق هذه الفكرة على أكثر من جهة مثل بعض الصالونات النسائية، وفعلًا تم وضع هذه الفكرة موضع التنفيذ وتطبيقها. 
ماذا أخذ وماذا أضاف سرطان الثدي؟ 
وبشأن ما تركه سرطان الثدي من أثر، بينت أنه أخذ منها الكثير، فقد تسبب في تغييرات في جسدها وعاطفتها وحياتها عموما. ومع ذلك، فقد أضاف لها الكثير من الصبر والقوة والتقدير لقيمة الحياة وأهمية الصحة، وأصبحت أقوى ويمكنها أن تواجه أي شيء في الحياة. 
هاجس عودته
بعد مرور سنوات على التعافي، ما زال هاجس عودته (المرض) يلقي بظلاله على حياتها وأوضحت: قد يكون هناك بعض الخوف والقلق من عودة السرطان، وهذا أمر طبيعي. ولكنني أحاول أن أعيش حياتي بشكل إيجابي وأركز على الوقاية والمتابعة الدورية للحفاظ على صحتي.
الفحص الدوري والذاتي أحد أساسات الكشف المبكر 
وطلبت من كل أب وأخ وأخت وزوج وابن وصديقة أن يحثوا على الفحص المبكر لسرطان الثدي، لأن صحة المرأة هي صحة المجتمع، وبمرضها يتأثر كل من حولها، فسلامتنا جميعا من سلامتها.
وأوضحت: الكشف المبكر مهم، ونأمل نشر مزيد من التوعية عبر وسائل الإعلام وعرض تجارب المحاربين، ويذكروننا دومًا بأن الحديث عن سرطان الثدي وتوفير شهادات حية قد يساعدان ويُلهمان المرضى الآخرين، وأن الكلام عنه هو بحد ذاته نضال في سبيل الحياة.
وتؤكد أن الدعم النفسي مهم جدًا لمرضى السرطان خلال العلاج؛ فهو مسؤول عن الشفاء بنسبة 70 %، مع ضرورة زيادة الوعي بشأن السرطان وتوفير الدعم والموارد اللازمة للأشخاص المصابين بالمرض.
كلمة لمحاربي سرطان الثدي
ووجهت كلمتها لمحاربي سرطان الثدي قائلة: يجب أن تحطمن الوصمة المحيطة بهذا المرض وتتجرأن على القول: أجل، أنا مصابة بسرطان الثدي، وإن يكن! وأن نحمل جميعًا أسلحتنا السلمية وغير التقليدية في مواجهة هذا المرض وكل الأمراض، وهي الإيمان، الأمل، المحبة، القوة، والشجاعة والإرادة، وعليهن أن ينظرن إلى مرض السرطان على أنه مرض بالإمكان الشفاء منه، والإصابة به لا تعني الموت.
فلا يجب أن تفقد المصابات الأمل والإيمان بالشفاء، وينبغي أن يطلبن الدعم والمساندة من الأهل والأصدقاء والفرق الطبية المختصة، ويتبعن التعليمات الطبية، ويعتنين بأنفسهن بشكل جيد. وعليهن القيام بالفحص الدوري والرياضة والأكل الصحي والمتابعة الطبية.
كلمة شكر وعرفان
واختتمت حديثها بكلمة شكر وعرفان وتقدير لكل من ساندنها وساعدها، ابتداء من زوجها وأبنائها وأهلها وأصدقائها وأطبائها في رحلتها مع المرض، وكذلك تشكر كل من وقف بجانبها في رحلتها ما بعد المرض وساهم بنشر رسالتها لدعم ومساعدة مرضى السرطان ونشر التوعية عن هذا المرض.

تنبه صحيفة البلاد مختلف المنصات الإخبارية الإلكترونية الربحية، لضرورة توخي الحيطة بما ينص عليه القانون المعني بحماية حق الملكية الفكرية، من عدم قانونية نقل أو اقتباس محتوى هذه المادة الصحفية، حتى لو تمت الإشارة للمصدر.