Bahrain
This article was added by the user . TheWorldNews is not responsible for the content of the platform.

كيف يؤمّن المؤثرون والمدونون مصادر أرزاقهم بعيدا عن الواقع الافتراضي؟

يشعر كثير من المؤثرين والمدونين على وسائل التواصل الاجتماعي بقلق متزايد جراء تقنيات الذكاء الاصطناعي، علاوة على ما بهم من قلق تجاه استقرار مصادر أرزاقهم المهددة بالفقدان؛ لعوامل تقليدية عدة تنتاب عادة ذوي الدخل المرتفع المتغير، مثل نجوم الفن والكرة. وهكذا ظل المدونون والمؤثرون يحسون بأن أرزاقهم مرتبطة بعوامل معلقة في الفضاء الافتراضي، ففي أي لحظة، يمكن أن تتبخر قنوات مدخولاتهم، إما بسبب غلق المنصة لأي سبب، أو بانصراف الجمهور المتقلب عنهم. وتضاعفت أسباب القلق بعد ظهور استخدامات الذكاء الاصطناعي، الذي اعتبره البعض الخطر الأكبر على كل المهن المعتمدة على الأنشطة الذهنية. “البلاد” استطلعت آراء عدد من المدونين والمؤثرين بشأن كيفية تأمين مصادر أرزاقهم إزاء هذا الخطر.

مشروعات تجارية
وأجمع عدد من المدونين والمؤثرين على انعدام الاطمئنان للعوائد المقبلة من الواقع الافتراضي، مثل قنوات منصاتهم على يوتيوب وانستغرام وتيك توك، مهما كانت تلك العوائد كبيرة، وأفاد بعضهم بأنه من الضروري السعي لإقامة مشروعات تجارية تؤمن عوائد ثابتة، فيما قال آخرون إنهم اتجهوا لذلك بالفعل منذ فترة.
ومن المعروف أن بعض المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي يتربحون من الإعلانات والشراكات التجارية والرعاية، معتمدين في ذلك على حجم المتابعين ونوعية الخدمة التي يقدمونها، ويمكنهم استخدام هذا الدخل؛ لتحقيق أهدافهم الشخصية والمهنية.
ومن الشائع أن يستخدم المؤثرون على وسائل التواصل الاجتماعي شعبيتهم وتأثيرهم لإطلاق مشروعات تجارية أو جمع التمويل لمشروعات مختلفة من خلال منصات التمويل الجماعي.

فكرة المشروع
واعترف صاحب حساب “فعاليات البحرين”، أحمد المغربي، بأن المشروع الخاص، أحد أهم الأهداف التي يجب أن يسعى إليها المؤثر، معتبرًا أن من الضروري الاستفادة من دخل العمل في مجال التأثير الاجتماعي في إنشاء مشروع، لاسيما أن المؤثرين على مواقع التواصل يمتلكون المهارة في تسويق العنصر الأساس في نجاح أي استثمار.
وأشار المغربي إلى أهمية اختيار فكرة المشروع، وأن تكون مميزة وفريدة؛ لضمان استمرار النجاح، ولضمان البقاء في دائرة الضوء.
وعن موضوع الذكاء الاصطناعي، أكد المغربي أن فرضية انتهاء عمل “الإنفلونسرز” غير موجودة، قائلًا “الناس تفضل المنتج الحي والحقيقي وليس الافتراضي”.
من جانبها، أكدت صقر الشيراوي صاحبة حساب “فعاليات البحرين”، ضرورة إنشاء “بيزنس” خاص يؤمن عوائد أخرى بجانب عوائد عملها بمجال التأثير الاجتماعي، مشيرة إلى أن كثيرا من المشاهير استطاعوا تحقيق نجاح كبير في مجال المشروعات التجارية، وعلى الرغم من كون الشهرة عائقا في كثير من جوانب الحياة، لكن يبدو أنها كانت عاملًا أساسيًا في إنشاء ونجاح المشروعات التجارية للنجوم، واستطاع استثمار المشاهير في المشروعات المختلفة أن يكسر الحاجز بين عالم الفن والحضور الدائم في بؤرة الضوء، إلى الدخول في عالم المال والأعمال في أنشطة تجارية شتى.
وتؤكد نوروز، صاحبة حساب يعمل في مجال الأزياء والموضة، ضرورة إنشاء مشروع خاص، موضحة أن العمل على مواقع التواصل الاجتماعي لا يحقق الهدف المرجو، وليس بالعمل الدائم الذي يحقق دخلا ثابتًا، لذلك من الضروري أن يفكر المؤثرون في إنشاء مشروع يحقق لهم استقرارا واستدامة في عملهم كونهم مؤثرين على السوشال ميديا.

طرق جديدة
من جانبها، رأت مي العلوي، وهي صاحبة حساب يعمل كذلك في مجال الفاشن، أن النشاطين مكملان لبعضهما البعض، وأن المؤثر لابد أن يعمل ليصل إلى أن يكون مشهورا وله مصداقية؛ حتى يتمكن من الاستثمار في أي قطاع يفضله، وليتمكن من تحقيق نجاح والاستفادة من شهرته في السوشال ميديا.
وأشارت العلوي إلى أن “بيزنس” المشاهير محاولة للعديد من المشاهير لإيجاد طرق جديدة للتعبير عن أنفسهم خارج إطار مجالاتهم الأساسية، وفي الوقت نفسه تحافظ على نجوميتهم.
وقالت ملاك، صاحبة حساب على مواقع التواصل الاجتماعي، إن إنشاء مشروع هو بالطبع أحد عوامل الأمان، مثل مشاهير السينما العالمية في أميركا وأوروبا، الذين دخلوا مجال البيزنس وحققوا فيه نجاحات كبيرة.
وضربت مثالا على ذلك سلفستر ستالوني، الذي له سلسلة مطاعم شهيرة في كل أنحاء العالم.. الان ديلون له “عطر” باسمه، صوفيا لورين نفس الحكاية وغيرهم من مشاهير الفن، موضحة أن الشغل في مجال السوشال ميديا لا يصنع مستقبلا مضمونا ولا يحقق دخلا ثابتا. 
وجاء رأي صاحبة حساب فعاليات البحرين، دانة زباري مختلفا قليلًا، حيث إنها ترى أن العائد من عمل “الإنفلونسرز” يعتمد على حجم المتابعين، موضحة أن الذي ينجح في حصد عدد متابعين كبير يتخطى المئة ألف متابع يحقق دخلا ثابتا ومستقرا من الإعلانات، أما المتوسطون مثلها لا يستطيعون الاعتماد على دخل عملهم في السوشال ميديا، وفي جميع الأحوال ترى زباري أن الاتجاه بقدر المستطاع لاستثمار العائد من دخل الإنفلونسرز في مشروع خاص هو الخطوة الصحيحة والمضمونة في الوقت نفسه.

المحتوى المقدم 
من جانبها، قالت البلوجر عبير السلوم “يتمتع المؤثرون على مواقع التواصل الاجتماعي بشعبية على هذه المنصات تتفاوت حسب المحتوى المقدم، الذي له تأثير على سلوك وآراء متابعيهم”. وأوضحت أن المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي يتميزون بمهارة الاتصال والتواصل الفعال، وقدرتهم على جذب الانتباه والاهتمام من خلال محتواهم المميز والجذاب، مؤكدة ضرورة أن يبحث كل صاحب حساب على السوشال ميديا على مشروع خاص يكون دخله ثابتا؛ لأن وضع السوشال ميديا يتغير مع تطورات الزمن ومع ظهور برامج جديدة تغير وضع المؤثرين، ولكن في الوقت نفسه ذكرت السلوم أن عمل المؤثر أو البلوجر في السوشال ميديا سيكون له تأثير إيجابي على مشروعه الخاص من حيث السرعة في الانتشار؛ كون السوشال ميديا إحدى الوسائل المهمة لتسويق أي مشروع أو منتج.

المشروع أولا
وتختلف أمينة الشروقي عن الكثير من أصحاب الحسابات على السوشال ميديا، فقد بدأت عملها الخاص قبل أن تدخل عالم الإنفلونسرز، فهي تمتلك متجرا لبيع الورود وخدمة الضيافة، وذكرت في حديثها مع “البلاد” أنها كانت تدرك جيدًا أن عائد العمل في السوشال ميديا غير مستقر ولا يحقق استقرارا معيشيا.
وبينت أن عوائد المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي تتباين حسب التخصص، فمنهم من يؤثر على الموضة والجمال، ومنهم من يؤثر على السفر والترفيه، ومنهم من يؤثر على الصحة واللياقة البدنية، ومنهم من يؤثر على الأخبار والسياسة.
وذكرت الشروقي أن معظم المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي يستثمرون في مشروعات خاصة من أرباح عملهم على هذه المنصات، ويستخدمون هذه الأرباح لتمويل مشروعات تجارية مختلفة، مثل إطلاق منتجات أو خدمات جديدة، أو الاستثمار في شركات أخرى.

تحمل المخاطر
وأكدت صاحبة حساب “وين وبكام” أمينة يوسف، ضرورة التفكير في مشروعات خاصة، وليس مشروعا واحدا تكون دخلا إضافيا وثابتا بجانب السوشال ميديا، قائلة “السوشال ميديا دخلها غير ثابت وغير مضمون للمستقبل، والمشروعات الخاصة والاستثمارات مفيدة للادخار أو بناء ثروة يمكن الاستعانة بها، إضافة إلى شغلي الحالي، فإنه ينبغي للفرد أن يكون عنده تنوع في مصادر الدخل ولو كانت بسيطة عشان تساعده في الوقت الحالي والمستقبلي”.
واتفقت معهم البلوجر سوسن طاهر، قائلة “وجودي في السوشال ميديا هو جزء من مشروعي الخاص، وبينت طاهر رأيها الشخصي “بالطبع، يجب على البلوجر أن يكون مستعدًا لتحمل المخاطر المالية والإدارية المرتبطة بتأسيس وإدارة مشروع خاص به، وأن يكون لديه الخبرة والمهارات اللازمة لجعل المشروع ناجحا، ويستفيد من شهرته في عالم الإنفلونسرز للتسويق لمشروع”.
واتفق خالد النشيط مع المتحدثين السابقين، فهو يرى من الضروري أن يكون للمؤثر على مواقع التواصل الاجتماعي “الإنفلونسرز” عمل ودخل خاص سواء من مشروع أو معاش ثابت من وظيفة حكومية أو قطاع خاص، قائلًا “السوشال ميديا مبتأكلش عيش”، معلقًا بأن معظم الناس تتخيل أن أصحاب حسابات السوشال ميديا يحققون أرباحًا كبيرة وهذا عكس الواقع تمامًا، مشيرًا إلى أن المهنة دخل فيها شباب وفتيات، معتقدين أنهم سيصبحون أثرياء في فترة قصيرة، ولكنهم اصطدموا بالواقع.

تنبه صحيفة البلاد مختلف المنصات الإخبارية الإلكترونية الربحية، لضرورة توخي الحيطة بما ينص عليه القانون المعني بحماية حق الملكية الفكرية، من عدم قانونية نقل أو اقتباس محتوى هذه المادة الصحفية، حتى لو تمت الإشارة للمصدر.