Bahrain
This article was added by the user . TheWorldNews is not responsible for the content of the platform.

استيراد الأرز من الهند مستمر.... والبدائل متوافرة في كل الأحوال

يتوقع خبير هندي يعمل في إحدى كبريات شركات التموين وتجارة الأغذية في البحرين أن قرار جمهورية الهند بوقف تصدير الرز الأبيض “لن يدوم طويلًا وربما يستأنفون التصدير في غضون عامين إلى ثلاثة أعوام مقبلة”، مؤكدًا أن السبب الأول والأهم بحكم خبرته هو سوء الحصاد في موسمي العام الماضي والجاري بسبب غزارة الأمطار التي أتلفت الكثير من مزارع الأرز لا سيما في الولايات الشمالية مثل: ماشلي، مهاراشترا وأوتارانتشال ذات السهول الضخمة.
شح الإنتاج
وقال الخبير شايجو كاييتي إن الرز الأبيض في الغالب “رخيص الكلفة وسعر البيع”، ولذلك ارتفع خلال العام الماضي بنسبة 11 % كاستهلاك محلي وإن الحكومة الهندية تسعى لمنع ارتفاع سعره، والرز الأبيض يمثل قرابة ربع صادرات الهند، لكنه أكد على أن صادرات الرز البسمتي لم تتوقف على الإطلاق، وحسب معلوماتي فإن الحكومة أعطت المزارعين الحق في تصدير أنواع أخرى من الأرز”.
وكرر قوله: “الأحوال الجوية السيئة في الولايات الشمالية أتلفت أغلب المزارع، وهذا أمر يحدث في بعض المواسم، إلا أن ذلك يرتبط أيضًا بشح الإنتاج والأولوية هنا للاستهلاك المحلي، ولن يطول قرار المنع... لقد حدث مثل هذا الأمر في فترة جائحة كورونا، وعادت الأمور بشكل طبيعي، حتى بالنسبة للرز الأبيض”.
تسلَّمنا طلبية
وفي 20 يوليو 2023 أصدرت الهند قرارها بمنع تصدير الرز، وتناولت تقارير عديدة آثار ذلك القرار وانعكاساته في ارتفاع الأسعار عالميًا، لكن عيسى الدعيسي (تاجر مواد غذائية بحريني)، يؤكد بشكل موجز: “كل ذلك الكلام غير صحيح... لا توجد أية مشاكل على الإطلاق، وإنما كما قرأنا وتابعنا اقتصر الأمر على أنواع من الأرز ذات الاستهلاك العالي بين مواطنيها”.
وأكد على أن تلك الأنواع في الغالب رخيصة السعر، خلاف الرز البسمتي غالي الكلفة والذي لم يتوقف تصديره، وأضاف قوله: “لا أرى أهمية من طرح الموضوع وإحداث بلبلة، فقد تسلمنا خلال الأسبوع الماضي طلبية كبيرة، وندرس حاليًا استيراد طلبية جديدة وفق حاجة السوق والأسعار المتاحة”.
وعن الكمية التي تم استيرادها والمقرر استيرادها قال: “نحن نستورد بين 5 إلى 20 حاوية وفق العرض والطلب كما أشرت لك، والحاوية الواحدة تحوي 24 طنًا من الأرز البسمتي”.   
كميات قليلة
ولخبرته الطويلة، وتأكيدًا للمعلومات التي وردت أعلاه، يدلو رئيس مجلس إدارة مجموعة “ترافكو” إبراهيم زينل بدلوه ليشير مؤكدًا أن قرار الهند لا تأثير له على دول مجلس التعاون الخليجي بشكل عام، وعلى مملكة البحرين بشكل خاص، فالمنع يقتصر على الرز الأبيض الذي تستورد منه البحرين كميات قليلة”.   
دعونا ننتظر
وتطرق إلى أن الاعتماد بشكل أساسي على الرز  البسمتي وهذا لم يتم منعه، ونستورده من الهند وباكستان، والبحرين وفق التقديرات تستهلك منه بين 85 إلى 90 % سنويًا مقارنةً بالأرز الأبيض ومخزونه كافٍ للاستهلاك في السوق البحريني قد يصل إلى 4 أشهر، أو الأنواع الأخرى، ولابد هنا أن ننتظر مدى استمرار قرار منع استيراد الرز الأبيض والذي لا أراه سيستمر طويلًا، فالهند كما نعلم من أكبر الدول التي تصدر الأرز وصدرت في العام الماضي 10 ملايين طن، وفي حال حاجة دولة ما للرز الأبيض فستبحث عن مصادر بديلة.
حتى المكسور!
وتعددت التقارير الصادرة من الباحثين الاقتصاديين والمحللين والتي نشرت في العديد من الصحف والمواقع الإلكترونية حول قرار الهند الأخير، فهو ليس القرار الأول، ففي سبتمبر من العام الماضي 2022 منعت تصدير الكثير من أنواع الأرز وحتى المكسور منها بسبب موجة جفاف ضربت الكثير من مناطق إنتاج الأرز، وفرضت أيضًا ضريبة على الصادرات بلغت 20 % حيث ارتفعت الأسعار الدولية للأرز كمادة غذائية رئيسية عالميًا لثلاثة أسباب: الأول هي ظاهرة النينو (تسبب طقسًا أكثر سخونة وجفافًا وتؤثر على المحاصيل، والثاني جائحة كورونا والثالث هو الحرب الأوكرانية الروسية لأنهما بلدان من أكبر مصادر الحبوب في السوق العالمي، لكن بالنسبة للهند، كما يقول الباحث الاقتصادي البحريني أحمد خلفان، فإن منع تصدير الرز الأبيض لن يشكل حدثًا مقلقًا بالنسبة لمملكة البحرين لا سيما وأن خطوة كبيرة جاءت بقرار من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء إبان جائحة كورونا بتنفيذ خطة إستراتيجية الأمن الغذائي.     
وفق الخطة
وبناءً على مواسم الأرز في الهند، فإنها تشهد حصادًا سنويًا في شهري نوفمبر وديسمبر، لكن يتم تصديرها بعد فترة تتراوح بين 4 إلى 6 أشهر، لكن خلفان يرى أن مملكة البحرين لديها وفق الخطة، مخزون يكفي فترة ما بين 4 إلى 6 أشهر من المواد الغذائية الأساسية، وواصل قوله: “في أكثر من أزمة عالمية، كان للبحرين رؤيتها الناجحة، وهي متمكنة في إيجاد البدائل وتوفير ما يحتاجها السكان من كل المواد الغذائية وبأسعار مناسبة ومخفضة، إلى جانب خبرة ودعم الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية في التباحث مع دول الخليج في مثل هذه الحالات، وهي من أكبر مستوردي المواد الغذائية وتشهد أيضًا حركة استثمار متنامية قطاعات الغذاء والثروة الحيوانية والزراعية”.

تنبه صحيفة البلاد مختلف المنصات الإخبارية الإلكترونية الربحية، لضرورة توخي الحيطة بما ينص عليه القانون المعني بحماية حق الملكية الفكرية، من عدم قانونية نقل أو اقتباس محتوى هذه المادة الصحفية، حتى لو تمت الإشارة للمصدر.