Iraq
This article was added by the user . TheWorldNews is not responsible for the content of the platform.

فاجعة الحمدانية تعيد مشهد الحرائق المتكرّرة في العراق

احصاءات

ولم يكن حريق صالة الافراح في نينوى اول الفواجع، اذ ان الحرائق خلال عام 2023 بلغت نحو 23 ألف حريق حتى الآن، بينما يؤكد مدير الاعلام والعلاقات في مديرية الدفاع المدني، جودت عبد الرحمن، في تصريح سابق، إن "عدد حوادث الحرائق في العراق منذ بداية عام 2022 ولحد الاول من شهر كانون الاول بلغ أكثر من 27 ألف حادث حريق".

وكانت مديرية الدفاع المدني في العراق قد اتّخذت إجراءات رادعة تمثّلت في غرامات مالية كبيرة وإغلاق مشاريع مخالفة لشروط السلامة، بهدف الحدّ من الحرائق التي تسجّل ارتفاعاً ملحوظاً في البلاد، مشدّدة على الحاجة إلى إنشاء 100 مركز جديد لها في بغداد والمحافظات.

اهمال

وأفاد مدير إعلام الدفاع المدني العراقي العميد جودت عبد الرحمن، في مؤتمر صحافي عقده صباح اليوم الأربعاء وتابعته (المدى)، بأنّ "حريق قاعة الأعراس في الحمدانية بمحافظة نينوى حصل نتيجة الإهمال والمخالفة للقاعة المبنيّة من ألواح (سندويتش بانل وجبسوم بورد)"، لافتاً إلى أنّ "الألعاب النارية كانت سبباً في انهيار جزئي للقاعة المخالفة المشيّدة بمواد مخالفة لشروط السلامة".

وأحصت المديرية 13.600 حريق في البلاد في النصف الأول من العام الجاري. وبحسب مدير إعلام المديرية العميد جودت عبد الرحمن، فإنّه بهدف "الحدّ من حوادث الحرائق التي شهدت ارتفاعاً كبيراً في الآونة الأخيرة، قرّرت (المديرية) رفع الغرامة المالية المفروضة على أصحاب المعامل والمحال التجارية المخالفين لشروط السلامة العامة من 250 ألف دينار عراقي إلى 15 مليون دينار أو معاقبتهم بغلق المشاريع إلى حين رفع المخالفة".

مسببات

ويعرف العراق بالحرائق المتكررة خلال فصل الصيف، سواء في المباني الحكومية أو المنشآت الخاصة، لكن ارتفاع عددها في غير الموسم الصيفي يثير المخاوف حول تردّي الإجراءات الوقائية التي تعهدت الحكومة باتخاذها قبل نحو عامين، عقب سلسلة حرائق طالت مستشفيات كبرى، وخلفت عشرات القتلى والمصابين.

ولم يسلم القطاع الزراعي هو الآخر من عمليات الحرق التي طالت مفاصل وقطاعات عديدة في العراق، إذ تباينت أسباب حرائقه بين الشرارة الكهربائية والتنازع على الأرض وعدم الاستقرار الأمني في بعض المدن والإرهاب في بعض الأحيان، فيما أكد مزارعون أنها تمت بفعل فاعل، وبطريقة منسقة، حتى إنه يمكن القول: تعددتْ الأسباب والحرق واحد. هو واحد في نتائجه، بل إنه يصب في نتيجة مشتركة واحدة هي حرق ما تبقى من جسد هذا البلد المنكوب.

مختصون بينوا ان كثيراً من الحرائق المسجلة مازالت قيد التحقيق، والتحقيقات كشفت أنّ الكثير منها كانت متعمدة، لاسيما حرائق الدوائر والمؤسسات الحكومية. تم تدوين اعترافات عدد من المتورطين بتلك الحرائق، وأحيلوا إلى القضاء، وهناك دوافع كثيرة للحرائق، بعضها سياسية، وأخرى شخصية.

الكهرباء

ويعد العراق أحد أكثر البلدان في العالم تعرض اقتصاده إلى حرائق ناتجة عن التماس الكهربائي رغم الانقطاع الكبير للتيار الكهربائي في جميع المحافظات،

مدير إعلام وعلاقات مديرية الدفاع المدني جودت عبد الرحمن، أوضح في تصريح لـ(المدى)، إن "حوادث الحرائق اغلبها بسبب التماس الكهربائي، حيث سجلت لدينا في العام الماضي 42% وسجلت في العام الذي سبقه 47% اذا هي نسبة كبيرة تكاد تصل الى النصف بسبب التماس الكهربائي".

وأضاف أن "اندلاع الحرائق بسبب التماس الكهربائي، يعود لتذبذب الطاقة الكهربائية بين الكهرباء الوطنية والمولدات الاهلية المولدات الخاصة تشعب الاسلاك الكهربائية الشبكة العنكبوتية الممتدة بين المحلات والمحلات التجارية تحويل نقاط اكثر من الحد المقرر عدم الانتباه الى اجهزة الحماية الخاصة بالتكييف وفي بعض الاحيان تكون من مناشئ رديئة هذه الاسباب مجتمعة".

مراقبون اكدوا ان عدم محاسبة المقصّرين قضائياً تسبّب في استمرار التقصير والإهمال في معظم المباني التي لا تتوفّر فيها شروط السلامة، الأمر الذي أدّى إلى تكرّر الحرائق. وشددوا على ضرورة أن تتحمّل الحكومة مسؤوليتها إزاء الملف وتحاسب المقصّرين والفاسدين، وألا تمضي في الاستهانة بحياة المواطنين.

احتفالات ولكن

ويستخدم المواطنين من خلال احتفالاتهم ومناسباتهم الكثير الالعاب النارية في مختلف انحاء العالم بمناسبات مختلفة، وتحظى هذه الاحتفالات باهتمام ملايين الاشخاص عبر العالم صنّف الاستعمال غير الملائم للألعاب النارية من المخاطر الجسيمة للأشخاص والممتلكات. وهناك خطر التعرض للحروق والجروح بالنسبة للأفراد المطلقين للقذائف والمحيطين بهم، خاصة منطقة العين الحساسة؛ كما أنّ الخطر القائم بحدوث حرائق مرتفع نسبياً، خاصّة عند سقوط الألعاب النارية بالقرب من المواد القابلة للاشتعال. لهذا السبب فإنّ استعمال الألعاب النارية ليس مسموحاً بشكل كامل بالإطلاق، فهناك ضوابط قانونية تحصر الاستخدام. فعروض الألعاب النارية تطلق فقط وفق قانون معظم الدول من قبل محترفين للعمل بها،

وزارة الصحة، جددت التحذير من مخاطر الألعاب النارية، وذلك مع قرب العديد من الاحتفالات الرسمية.

بينما قال مصدر من مديرية الدفاع المدني انه في كل سنة وزارة الصحة تحذر مواطنيها من مخاطر الألعاب النارية وخاصة في احتفالات رأس السنة والأعياد لما لها من أضرار وخطورة عالية من حيث الإصابات المباشرة في الجسم كفقدان العين أو الأطراف وإصابات أخرى تختلف شدتها من بسيطة الشدة إلى متوسطة ومنها قد تؤدي إلى الوفاة وخاصة الأطفال والمراهقين.

وأضاف "لذلك نشدد على ضرورة الابتعاد عن تداول واستخدام الألعاب النارية لتجنب تسجيل الإصابات كما حدث في السنوات الماضية"، مشيرا إلى أن مؤسساتنا الصحية جميعها مستنفرة كافة الجهود لمواجهة اي أمر طارئ”.

يشار الى ان مديرية الدفاع المدني، أعلنت في تموز الماضي عن انخفاض الحرائق بنسبة 20% عمّا كانت عليه الصيف الماضي، مشيرة إلى تنفيذ ممارسات مع وحدات الحماية في الدوائر للتعامل مع الحرائق.