منذ سنوات، برزت في اغلب القرى والقصبات المحررة في ديالى، ما يطلق عليها بـ»الهجرة الصامتة»، التي شملت بشكل مباشر الشباب، بسبب تنامي معدلات الفقر والبطالة.
فالاضطرابات الامنية بعد حزيران 2014 وتداعياتها، دمرت حوالي 75% من مصادر الرزق التقليدية، سواء في قطاعي الزراعة والصناعة، في الاعمال الحرة، ما دفع الاف الشباب للبحث عن فرصة عمل في مناطق خارج القرى والمدن المحررة.
احمد الجبوري شاب هجر قريته (شمال قضاء المقدادية)، ويعمل في اقليم كردستان منذ 7 سنوات، بعدما خسرت اسرته بستانا مساحته 10 دونمات بسبب احداث حزيران 2014 السوداء.
يقول الجبوري في حديث لـ(المدى) ان “40% من شباب القرى يهاجرون الى مناطق اخرى للعمل وكسب الرزق، خاصة وان فرص العيش في قرانا محدودة بسبب انحسار الزراعة والمهن الاخرى”.
من جانبها، اقرت النائبة نورس العيسى، بان معدل الفقر والبطالة في المناطق المحررة هو الاكبر على مستوى العراق، خاصة وان احداث حزيران 2014 كانت قاسية جدا، مؤكدة بان الفقر ربما يصل الى 60% في تلك المناطق.
واضافت العيسى، ان “البطالة وضغط المعيشة هي من خلقت الهجرة الصامتة للشباب في المناطق المحررة لكسب رزقهم”، مؤكدة بان “الوضع المعيشي صعب وقاس جدا”.
حسنة تسكن إحدى قرى ناحية السعدية شمال شرق بعقوبة، وهي والدة لثلاثة شبان يعملون في بغداد تقول لـ(المدى): كل شهر ارى اولادي الثلاثة 4 ايام فقط بعد عودتهم من العمل، مؤكدة بان القرى المحررة جف خيرها بعد انتكاس الزراعة. وأضافت: يؤلمني فراق اولادي، لكن ليس باليد حيلة.
فيما اشار نشوان الخزرجي الخبير الاقتصادي المحلي الى ان “احداث حزيران 2014 دمرت 75% وربما أكثر من مرتكزات العمل الاقتصادي في المناطق المحررة، وتلقى قطاع الزراعة أقسى الضربات، حيث كان يوفر مصادر رزق نحو 50% من الاهالي في تلك المناطق”.
واضاف الخزرجي: “يمكن القول إن 40% من سكنة القرى المحررة تحت خط الفقر بشكل عام، لكن النسب في بعض المناطق تصل بالفعل الى 60% مع غياب التعيين والتوظيف”، لافتا الى ان هجرة الشباب ليست لكسب الرزق فقط، بل للابتعاد ايضاً عن مناطق لاتزال مشاكلها الامنية مستمرة في ظل تعقيدات الخروقات المتكررة”.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط